الثلاثاء، 7 مايو 2013

الاحتفال بالسنة الامازيغية 2963، عادات وطقوس تتناقلها الأجيال

الاحتفال بالسنة الامازيغية 2963، عادات وطقوس تتناقلها الأجيال

 
 إن الاحتفال بيناير بين العائلات الامازيغية له نكهة خاصة، لأنها تعتمد بشكل كبير على الأطباق التقليدية والتفكير دائما في الفقراء قبل أنفسهم، حيث يعود الاحتفال بالسنة الجديدة حين أنشأ الامازيغ رزنامتهم سنة 950 قبل الميلاد وذلك عندما هزم الامازيغي سشناق الفراعنة وسيطر على نهر النيل والجزء الشرقي من ليبيا من 950 إلى 929 قبل الميلاد، ومنذ ذلك اليوم والامازيغ يحتفلون بهذا اليوم كرأس السنة الذي يصادف الثاني عشر من شهر جانفي للسنة الميلادية، وتختلف الاحتفالات بين بلدان شمال إفريقيا من منطقة إلى أخرى، ففي الجزائر مثلا نجد أكثر من 10 ولايات تحيي هذه المناسبة بممارسة مختلف العادات والطقوس حيث نجد عادات بعض قرى القبائل قائمة على ذبح ديك عن كل رجل ودجاجة عن كل امرأة، وديك ودجاجة معا عن كل امرأة حامل من العائلة، في حين أن بعض القرى لا تشترط نوع الأضحية، فالمهم حسب المعتقدات السائدة في المجتمع القبائلي هو إسالة الدماء لحماية العائلة من الأمراض والعين الحسود، وبهذه اللحوم تحضر كل أنواع الأطباق التقليدية الشهية أهمها الكسكس بالخضار الموسمية، إضافة إلى الحلويات التقليدية والعجائن مثل الخفاف، المسمن، البغرير ... الخ .

وفي مطلق الأحوال فإن يناير بالنسبة للعائلات الجزائرية البسيطة والمحافظة، يعتبر مناسبة للفرح والسرور والخير واللمة العائلية، انطلاقا من تقاليد جزائرية عريقة بعيدا عن التقاليد الغربية والمسيحية، ليؤكد الجزائريون في كل مرة، وفاءهم لتراثهم وموروثهم الحضاري والثقافي الغني

العرس العنابي تقاليد ضاربة في عمق التاريخ

العرس العنابي تقاليد ضاربة في عمق التاريخ

العرس العنابي تقاليد قديمة لا زالت راسخة ويمارسها سكان ولاية عنابة بكل تفاصيلها، فرغم أن أعراسهم مكلفة إلا أن العائلات العنابية تستعد له بكل الإمكانيات المسخرة للرفع من قيمة وفخامة المرأة والعروس العنابية بشكل عام، حيث قدمت لنا السيدة كريمة بوقشابية (ماشطة، مزينة وحلاقة ) أهم الخطوات التي تقوم بها العروس وعائلتها، إضافة إلى الأزياء التقليدية التي تعتبر دقيقة الصنع نسبة للطرز والأشكال المرسومة، حيث التقيناها في الصالون الوطني الثاني للدمى الذي نظم مؤخرا برياض الفتح، وكانت هذه مشاركتها الثانية إذ فازت في السنة الماضية بلقب أحسن دمية في الطبعة الاولى، والمرتبة الثالثة لاحسن لباس تقليدي في الطبعة الثانية، حيث كان حضور الولاية جد مميز، قدمت فيه السيدة كريمة وزميلاتها كل التفاصيل عن عادات وتقاليد الولاية، من حلويات وأكلات وألبسة، فمثلا جبة القشاشية التي يرتديها البونوازية يوم الحناء أي سكان الريف في عنابة، وتلبسها العروس مرة واحدة في العمر، فإذا ارتدتها مرة ثانية فهذا نذير شؤم لها، ومعناه أن تتزوج مرة ثانية، كما تحتفظ بها ولا تعطيها حتى لأختها عندما تتزوج فهي خاصة بها فقط، وعلى أختها أن تصنع مثلها، ففي ليلة الحنى تضع العروس اللفة و تقوم أم العريس بجلب "الطبق" والألبسة التي تكون أغلبها مطرزة ومصنوعة باليد، لان عائلة الزوج هي التي تشتري "جهاز" العروس، خاصة في الريف فالعجوز هي التي تشترط خياطة الألبسة، ويصل عدد "التصديرات" إلى عشرة ألبسة، أهمها "الدلالة" وهو لباس تقليدي يكون باللون الازرق مصنوع بالفتلة الذهبية متكونة من معطف قصير وخفيف مع قبعة طويلة على الرأس مزينة بجواهر "الويز" الذي يسمى السلطاني مرفوقا بمنديل أزرق يعرف باسم "التسريحة"، وكما هو واضح في الصور أن العروس العنابية ترتدي الكثير من المجوهرات منها "سخاب الجوهر الابيض، سخاب العنبر البني أو الاسود، المخبل، الخلخال، سوار اليدين،..." والثوب الثاني الذي تلبسه المرأة في الحنى يسمى "اللفة" باللون الزيتي مصنوع من المجبود أو الفتلة، ترقص العروس به مع حماتها، يتكون من منديل بلون ذهبي يسمى "محرمة أزندة مع الفتول" مرفوقة بقبعة"شاشية" مزينة بالذهب كذلك، من "الرشة، لجبين، زينة الخد...."،  كما ترافق العروس امرأة تدعى الماشطة وهي السيدة التي تهتم بالعروس طوال اليوم بماكياجها، لباسها، وتسريحة شعرها تستدعيها الفتاة مقابل مبلغ مالي تدفعه لها.

يتميز سكان عنابة بوضع الحنى والحرقوس حتى بدون مناسبات، وتضع العروس الحنى على أصابعها فقط بالتدرج ويسمى في المنطقة "عشق وفريد" وهناك طريقة أخرى تسمى "خيط الحنى" ، أما بالنسبة للرجل فيضع الحناء قبل العرس في منتصف الليل من طرف أربع فتيات غير متزوجات ولا مخطوبات يقمن بفرد الحنى على يده مع الزغاريد والتصفيقات.

ترتدي نساء عنابة الفستان التقليدي المطرز بالفتلة بإضافة محزمة تتوسط الجسم، فالمحزمة تعتبر رمزا للمتزوجة فقط، فمن ترتدي المحزمة فهي من المدعوين، فقد تكون أخت العروس أو أمها أو إحدى قريباتها، أما العروس فلا ترتدي المحزمة في حفل بيت أهلها بل في بيت زوجها، فالحناء تضعها أم العريس لزوجة ابنها مغطاة الرأس بدون تدخل أمها، ثم تعرض حنتها للحضور تحت إيقاعات الفرقة الموسيقية أو المسامع " لفقيرات في عنابة " لكن قبل ذلك تعرض المجوهرات وكل اللوازم التي اشترتها ام العريس على المدعوين من المحزمة وطاقم الذهب ... الخ ويعتبر الطاقم للأشخاص البسطاء في هذه المنطقة، ثم يأتي دور الهدايا التي قدمت للفتاة من طرف عمها وخالها وأقربائها، فأغلب الهدايا في عنابة تكون ذهبا كالخلخال والخاتم ولكرافاش وغيرها، في المقابل تعتبر القندورة الرخيصة الثمن بعنابة تصل إلى 10 ملايين كحد أدنى، ويختلف لباس عنابة عن ولاية قسنطينة من ناحية الصنف فقط، فلباس عنابة يصنع بالفتلة أما في قسنطينة فيستعملون المجبود ويختلف أيضا في رسومات الشكل ولكل شكل قصة وحكاية، تعتبر جوهرة السلطاني التي توضع على الرأس من أصول يهودية بسبب الاحتكاك بهم في المنطقة مع ولاية قسنطينة،
ويوجد في عنابة أزياء أخرى مثل االبرنوس، قندورة الحساب، والعُكسة، فالعروس عندما تخرج من الحمام ترتدي قندروة الحساب مع البرنوس إجباري حيث يقام عرس مميز كذلك في الحمام ويسمى "الخلوة" يكون فيها المدعوين كذلك ليسبحوا مع العروسة، و الرجل هو من يدفع تكاليف الحمام وتأتي  أمه بجلب الخضر والكبش للتأكد من مصداقية الذهاب إلى الحمام، مع التهليل والزغاريد.

الملاية أيضا ترتديه المرأة في عنابة نسبة لوفاة الداي صالح والحزن عليه وأصبحت ترتديه المرأة في الشرق الجزائري في عدة ولايات، هناك أيضا قندورة البوكار وأكمام الدالية والعجار المصنوع بالطرز هي عادات بونوا إضافة إلى صندوق من الحطب تحمله الماشطة التي تهتم بتزيين العروس.

عندما تخرج العروس من بيت أهلها ترتدي الفستان الأبيض والبرنوس بحضور فرقة العيساوة، تحضر أطباق عديدة في العرس العنابي منها الكسكس، الجاري، مرقة حلوة، الصفر، الدولمة، شباح السفرة، طاجين الدجاج.
وفي اليوم التالي في صباح العروسة ويسمى "بالتخليلة" في عنابة ترتدي العروس اللون الوردي واللفة على الرأس فينزع لها التخليلة أمام الحضور وتبقى باللون الأبيض ثم بعدها الأزرق تحت إيقاعات لفقيرات دائما، ويكون الحفل في المساء بعد الظهيرة بتقديم الحلوى التي حضرتها العائلتين ليبدأ الاتصال والتواصل كعائلة واحدة، حيث يتم أيضا تبادل صينية البقلاوة بينهما فتكون ام العريس قد قدمت من قبل الصينية أثناء العرس وترد أم الزوجة في يوم التخليلة صينية جديدة، ويأتي طفل صغير لوضع الحزام للعروس كي تصبح سيدة بعدها.

فهيمة . ل

عادات بجاوية لا يستطيع الزمن تغييرها



عادات بجاوية لا يستطيع الزمن تغييرها






بما أن الجزائر متنوعة في عاداتها وتقاليدها فان منطقة القبائل تختلف من منطقة إلى أخرى كذلك، كمنطقة البويرة، تيزي وزو وبجاية، إلا أننا اليوم سنتحدث عن القبائل الصغرى أي ولاية بجاية، وللغوص في تراثها العميق والغني نبدأ بأطباقها المتنوعة حيث يحضرون جميع مأكولاتهم باستعمال زيت الزيتون الذي يعتبر الدم الذي يجري في عروقهم، حتى أن نوعية زيت منطقة بجاية قد احتل المرتبة الأولى على المستوى الوطني ويستعمل في تحضير جميع المأكولات منها البغرير ، الخفاف الذي يحضر بالطول، النقاش ، الغريبية، الكسكس الرقيق، البركوكس، المسمن، أغروم أقوران، كسرة الشعير والدقيق، كما تحضر هذه الوصفات في الأعراس والأيام العادية، وتعتبر هذه الأكلات من أهم الأطباق المشهورة في المنطقة ويروج لها حتى خارج الوطن، خاصة أن منطقة القبائل الصغرى مشهورة بجودة زيتها.

من ناحية أخرى تتميز الأعراس في بجاية بالحفاظ على التقاليد التي يتوارثها الأجيال أبا عن جد رغم أن اللمسة العصرية حاضرة في مناسباتها إلا أنها تختلف أيضا في كيفية صناعة اللباس القبائلي مقارنة بولاية تيزي وزو، فهي تتميز باستعمال اللون الأزرق في شراشف خياطة الجبة "الزقزاق"، الذي يرمز إلى زرقة بحر بجاية، أما اللون الذي يستعملونه في صناعة جبة تيزي وزو فهو اللون البرتقالي الذي يرمز إلى نبتة مشهورة في منطقتهم، حتى الشكل يختلف بعض الشيء في كيفية وضع الفوطة وزخرفتها، وهذا اللباس التقليدي تلبسه المرأة في الأعراس خاصة إذا كانت
ممتلئة على مستوى الصدر واليدين وأسفل الساقين، أما إذا كانت خفيفة وغير ممتلئة فتلبس في البيت في الأيام العادية، وذلك من أجل الحفاظ على هذا التراث كي لا يندثر بارتداء رمز المنطقة في كل الأوقات، ولوضع الاختلاف بين العصري والتقليدي فكلاهما مهمان بالنسبة للمرأة القبائلية لكن يختلفان في نوع القماش الذي يستعمل الحرير في التقليدي والساتان في العصري دون الاستغناء عن حلي الفضة بكل أنواعه أيضا العصرية والتقليدية، بالإضافة إلى صناعة الجبة البجاوية تتميز المنطقة أيضا بصناعة البرنوس، الزرابي وغطاء السرير المصنوع باليد والذي تنسجه المرأة لتزيين بيتها، وحتى العروس تأخذ معها هذا النوع من النسيج.

تخرج العروس في ولاية بجاية كباقي عرائس المناطق الأخرى تحت يد والدها بارتداء الحايك أو البرنوس، لكن تختلف في نقطة مهمة عند دخولها إلى بيت زوجها، حيث تشرب الحليب والماء ثم ترمي حبة بيض طازجة داخل ملابسها لتسقط على الأرض وتتكسر ثم تمر عليها، وتعني هذه الطقوس وسيلة من وسائل تجنب العين والحسد، وتحمل بعد ذلك غربال مليء بالحلوى والمكسرات وترميها على المدعوين، كما تقوم العروس بوضع الحنى مرتين، مرة في بيت أهلها ومرة ثانية في بيت زوجها بإطلاق رصاص البارود المعروف في بجاية.