الثلاثاء، 7 مايو 2013

عادات بجاوية لا يستطيع الزمن تغييرها



عادات بجاوية لا يستطيع الزمن تغييرها






بما أن الجزائر متنوعة في عاداتها وتقاليدها فان منطقة القبائل تختلف من منطقة إلى أخرى كذلك، كمنطقة البويرة، تيزي وزو وبجاية، إلا أننا اليوم سنتحدث عن القبائل الصغرى أي ولاية بجاية، وللغوص في تراثها العميق والغني نبدأ بأطباقها المتنوعة حيث يحضرون جميع مأكولاتهم باستعمال زيت الزيتون الذي يعتبر الدم الذي يجري في عروقهم، حتى أن نوعية زيت منطقة بجاية قد احتل المرتبة الأولى على المستوى الوطني ويستعمل في تحضير جميع المأكولات منها البغرير ، الخفاف الذي يحضر بالطول، النقاش ، الغريبية، الكسكس الرقيق، البركوكس، المسمن، أغروم أقوران، كسرة الشعير والدقيق، كما تحضر هذه الوصفات في الأعراس والأيام العادية، وتعتبر هذه الأكلات من أهم الأطباق المشهورة في المنطقة ويروج لها حتى خارج الوطن، خاصة أن منطقة القبائل الصغرى مشهورة بجودة زيتها.

من ناحية أخرى تتميز الأعراس في بجاية بالحفاظ على التقاليد التي يتوارثها الأجيال أبا عن جد رغم أن اللمسة العصرية حاضرة في مناسباتها إلا أنها تختلف أيضا في كيفية صناعة اللباس القبائلي مقارنة بولاية تيزي وزو، فهي تتميز باستعمال اللون الأزرق في شراشف خياطة الجبة "الزقزاق"، الذي يرمز إلى زرقة بحر بجاية، أما اللون الذي يستعملونه في صناعة جبة تيزي وزو فهو اللون البرتقالي الذي يرمز إلى نبتة مشهورة في منطقتهم، حتى الشكل يختلف بعض الشيء في كيفية وضع الفوطة وزخرفتها، وهذا اللباس التقليدي تلبسه المرأة في الأعراس خاصة إذا كانت
ممتلئة على مستوى الصدر واليدين وأسفل الساقين، أما إذا كانت خفيفة وغير ممتلئة فتلبس في البيت في الأيام العادية، وذلك من أجل الحفاظ على هذا التراث كي لا يندثر بارتداء رمز المنطقة في كل الأوقات، ولوضع الاختلاف بين العصري والتقليدي فكلاهما مهمان بالنسبة للمرأة القبائلية لكن يختلفان في نوع القماش الذي يستعمل الحرير في التقليدي والساتان في العصري دون الاستغناء عن حلي الفضة بكل أنواعه أيضا العصرية والتقليدية، بالإضافة إلى صناعة الجبة البجاوية تتميز المنطقة أيضا بصناعة البرنوس، الزرابي وغطاء السرير المصنوع باليد والذي تنسجه المرأة لتزيين بيتها، وحتى العروس تأخذ معها هذا النوع من النسيج.

تخرج العروس في ولاية بجاية كباقي عرائس المناطق الأخرى تحت يد والدها بارتداء الحايك أو البرنوس، لكن تختلف في نقطة مهمة عند دخولها إلى بيت زوجها، حيث تشرب الحليب والماء ثم ترمي حبة بيض طازجة داخل ملابسها لتسقط على الأرض وتتكسر ثم تمر عليها، وتعني هذه الطقوس وسيلة من وسائل تجنب العين والحسد، وتحمل بعد ذلك غربال مليء بالحلوى والمكسرات وترميها على المدعوين، كما تقوم العروس بوضع الحنى مرتين، مرة في بيت أهلها ومرة ثانية في بيت زوجها بإطلاق رصاص البارود المعروف في بجاية.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق